إنّ المفهوم الاستراتيجي للاتصال الإعلامي يلبي حاجة البيئة الدولية المعقدة ويخرج بالتالي من العباءة المحلية المحدودة ذات الأهداف المحلية البسيطة، إلى البيئة العالمية ذات الأهداف المعقدة، كما أن الإعلام الاستراتيجي يعني قدرة الدولة على التواصل مع مواطن الدولة داخليًا والقدرة في التأثير عليه وان الضعف في ذلك يعني منح الفرصة للإعلام الأجنبي للتواصل مع المواطن وبالتالي تشكيله وفق مطلوبات المصالح الأجنبية، كما يعني الإعلام الاستراتيجي على المستوى الخارجي القدرة على التواصل مع الجمهور العالمي وتشكيل رأي عالمي، مما يعطي الفرصة لتمرير المصالح الوطنية على الساحة الدولية والعكس صحيح. بالرغم من الإعلام يعتبر أحد الأسلحة الاستراتيجية إلا أنه في المراحل الأولية للتخطيط الاستراتيجي فإن الإعلام الاستراتيجي يحتاج إلى الاستناد على قوة استراتيجية، ولعل الأمثلة كثيرة للمضايقات والحروب التي تتعرض لها الأجهزة الإعلامية العربية والإسلامية، وأن الإعلام في مرحلته الأولى يتطلب مركز قوة يحميه، ومن ثم فإن اكتمال خطوات الإعلام الاستراتيجي ستحوله إلى طرف رئيس في القوة الاستراتيجية نفسها فيما بعد، هذا الوضع يشير إلى أهمية بلورة رؤية استراتيجية موحدة تجاه الإعلام الوطني والإسلامي يتم من خلالها تحقيق الغرض أعلاه، إذ لا يعقل أن ينطلق الإعلام الاستراتيجي دون رؤية استراتيجية يتم من خلالها الاتفاق حول الأهداف الاستراتيجية والأسس والمرتكزات الاستراتيجية، وهذا يقود إلى أن الإعلام الاستراتيجي لا يمكن أن ينطلق لخدمة لا شيء، وهذا يعني أن منصة الانطلاق للإعلام الاستراتيجي هو وجود رؤية وطنية استراتيجية شاملة تغطي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ليعمل الإعلام الاستراتيجي لخدمة تلك الرؤية الاستراتيجية. ما هو مفهوم الاسترتيجية الإعلامية وأهميتها وخطواتها؟ هذا ما ستتعلمه في هذا البرنامج