من أهم عناصر القوة الشاملة للدولة هو القوة الاقتصادية، والتي يساهم امتلاكها في تحقيق الأمن القومي، ولعل تحول اليابان وألمانيا من الضعف والهزيمة عقب الحرب العالمية الثانية إلى قوة عالمية بفضل أساسي يرجع للقوة الاقتصادية والعلمية، يشير إلى أهمية هذا الأمر، الذي يؤيده انضمامهما إلى مجموعة الثمانية التي تشكل القوة العظمى في العالم، لذا فإن امتلاك القوة الاقتصادية خاصة لدول ذات إمكانات وموارد اقتصادية، يعتبر ترتيبًا استراتيجيًا ملحًا. إن التدبر في مفهوم التخطيط الاستراتيجي للاقتصاد يشير إلى سعيه لتحقيق مصالح طموحة فهو لا يتحدث عن زيادة تقليدية للدخل القومي وإنما زيادة كبيرة تمكن الدولة من تقديم خدمات متطورة لمواطنيها، ولا يتحدث عن زيادة الدخل القومي فحسب وإنما يمتد كذلك ليشمل توزيع ذلك الدخل. كيف نخطط للدولة اقتصادياً ومالياً بما يحقق القوة الاقتصادية؟ هذا ما ستتعلمه في هذا البرنامج.